السيرة النبوية كاتب مولانا صادق صاحب ندوي

if you want to watch a video about this topic, you can watch through this link

الحمد لله الأكرم، والصلاة والسلام على رسوله المعظم، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد.فاعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحان الرحيم، وإنك لعلٰى خلقٍ عظيم. صدق الله العظيم.   فرئيس الحفل المؤقَّر، والحكمَ الكراَم، والعلماء العظام، وإخوتي في الدين! يُسرني ويسعدني ويشرفني أن ٱقدم اليكم كلماتي المتواضعة حول الموضوع المحدد: السيرة النبوية.    أيها السادة الكرام! إن هذا الموضوع جامع شامل وكامل متكامل وحي خالد، وكيف لا؟ لأنه يحتوي على سيرة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم. فان السيرة النبوية اسوة حسنة، وقدوة صالحة، وسنة عادلة ومحجة بيضاء  ونبراس منير ومصباح الهدى،    ومفتاح للخير ومغلاق للشر، وهي معالم طريق الهداية، بل هي صورة حية ناطقة للقرآن الكريم، كما قالت عائشة رضي الله عنها: كان خلقه الله القرآن.    ايها الإخوة! كان الرسول صلى الله عليه و سلم نموذجا حسنا كاملا في الحياة الفردية والجماعية والعائلية و الزوجية والدعوية والتعليمية والتربوية،.  انظروا الىٰ خاتم الانبياء و المرسلين صلى الله عليه و سلم، يقول: إنما بعثت معلما، وقال عبد الله بن مسعود: ما رأيت أرحم المعلمين من رسول الله صلى الله عليه و سلم قبله ولا بعده.    ايها المستمعون الكرام! إن محمدا صلى الله عليه و سلم لم يبعث لينسخ باطلا بباطل ويبدل عدوانا بعدوان. ويغير أثرة أمة ٱخرى. ولم يبعث زعيما وطنيا أو قائدا سياسيا.    وإنما ارسل الى الناس كافة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا. انما ٱرسل ليخرج عباد الله من عبادة العباد الى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا الى سعتها ومن جور الأديان الى عدل الإسلام.   يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم   ففي مننه صلى الله عليه و سلم دعوته الى عقيدة التوحيد والإيمان بالله وحده، ورفض الأوثان فقال: يا أيها الناس! قولوا لا اله الا الله تفلحوا. وفي مننه صلى الله عليه و سلم إزالة التفاوت الظالم بين الطبقات والإمتياز بين الإنسان والانسان،.  فأعلن الني صلى الله عليه و سلم بعد قرون طوال: أيها الناس! إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوىٰ.  أيها الحاضرون الكرام ! إن حياة النبي صلى الله عليه و سلم في مجملها القدوة الصالحة، حيث أرسى الأساس الذي قامت عليه رسالته في قوله صلى الله عليه و سلم إنما بعثت لٱتمم مكارم الأخلاق.  فلا يمكن للحياة الإنسانية أن تمضي بلا نظامٍ، أو تسير بغير ترتيب. والذين  يتخيلون الحياة حرية بلا قيود وتحللا من سلطان أو نظام يجعلونها فوضى ويحولون ساحة الحياة إلى غاية.  يأكل القوي فيها الضعيف وتتحكم فيها الأنانية، ولكي تستقيم مسيرة الحياة بلا إعوجاج، وتمضي بغير مشكلات، فلا بد أن تحكمها الأخلاق وتسود بين أفرادها قيم الحق والعدل،.  وتتلاشىٰ صورة الجور والظلم والأذىٰ، وصدق من قال: وإنما الامم الأخلاق  ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.   أيها الإخوة الأحباء! هذا هو الرسول الأعظم صلى الله عليه و سلم: فخذوا ما آتاكم وانتهوا عما نهاكم، لأن القرآن يقول: لقد كان لكم في رسول الله صلى الله عليه و سلم ٱسوة حسنة، وقال: وما  آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا.   وقال: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. وقال من يطع الرسول فقد أطاع الله. وقال الرسول الأكرم صلى الله عليه و سلم: من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد أبى.  فيجب علينا أن ننفع البشرية بما أخذنا واستفدنا واقتبسنا واستلحمنا من السيرة النبوية العطرة، وهي أن نحلم على من يجهل علينا،.      ونعفو عمن ظلمنا، ونعطي من حرمنا، ونصل من قطعنا، ونستغفر لمن سبنا وشتمنا واتهمنا. من هذه الأخلاق الكريمة النافعة ترق القلوب وتلين وتذوب وتلين وتذوب. وها هي الأخلاق تشق الطريق الى القلوب للإسلام والإيمان والهداية، وهي تفتح قلوبا غلفا، وتكشف الفناع عن أعين عميا، وتفكك الوقر في الآذان، وتكون الٱمة الإسلامية صورة حية لذالك. أكتفي لهاذا والسلام عليكم.